الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
فإنّ أمة الإسلام تمرّ في هذه الأيام بمرحلة عصيبة ،و منعطفٍ خطير ، بعد أن اجتمع عليها الأعداء ، وقلّ فيها المناصرون، وضعفت شوكتها ، ووهن عزمها ، فصارت ألعوبة في يد الشّرق والغرب ، وأصبحت حقل تجارب لسائر الأعداء يتبادلون الرّكوب عليها ، والعبث بها، اللهم إلاّ قلّة قليلة هم الصّفوة الباقية في الأمة ، أبوا الضيم ورفضوا الذلّ والخضوع وحملوا على عواتقهم همّ أمّة كاملة ، فسطّروا الأمجاد ، وأعادوا الأمل ّفي الأمّة من جديد ، وأحيوا فيها روح العزّ والكرامة والإباء .
وهم مع ذلك قلّة متبعثرون هنا وهناك ، محارَبون من كلّ أحد ، يتسابق على حربهم أدعياء الإسلام قبل أعدائه ، وهم مع ذلك كله صابون صامدون ، سالت دماؤهم ، وتناثرت أشلاؤهم ، وهتكت أعراضهم ، وهم مع كلّ ذلك كالجبال الرّواسي ثبّتهم الله تعالى ونصرهم وأمدّهم بمدده.
ومساهمة منّا في التّحريض على الجهاد وتنبيه الأمّة إليه ، وعملاً بما يجب علينا رأينا إصدار هذه الدّوريّة عسى الله جلّ وعلا أن ينفع بها،
No comments:
Post a Comment